الأحد، 20 فبراير 2011

اختيار الألوان


أولا : الألوان :
الألوان هي من أهم الأشياء في التصميم وهي ما يمكن أن تشكل فرقاً بين التصميم الجيد والتصميم السيئ، وبين التصميم الجميل والتصميم القبيح . وبدون الاستعمال الجيد للألوان ، تصميمك لن يؤثر عليك كما كنت تتوقع .

الألوان الدافئة والألوان الباردة :
في العادة الألوان الدافئة والباردة صعبة الفهم ،

لذا فاتبع هذا الدليل لكي لا تصادفك أي مشكلة مستقبلاً.

الألوان الدافئة :
الألوان مثل الأحمر، البرتقالي، الأصفر
تعتبر من الألوان الدافئة . وبالتحديد ، ممكن أن نقول بأن الألوان الدافئة هي الألوان التي نراها عادةً في النار .
الألوان الدافئة تستعمل عادةً لإظهار الابتهاج . الشعارات والصور التي تستعمل العديد من الألوان الدافئة تستعمل لتوصيل الغضب، الكره ، الحقد.

الألوان الباردة:
الألوان مثل الأخضر، الأزرق، البنفسج
تعتبر من الألوان الباردة . وبالتحديد ، ممكن أن نقول بأن الألوان الباردة هي الألوان التي نراها عادةً في الطبيعة (الماء ، النباتات ، الخ) .
الألوان الباردة تستعمل عادةً لإظهار الهدوء ، النشاطات الهادئة .
تستعمل المستشفيات اللون الأزرق المخضر ، مدموجان مع بعضهما البعض على الجدران ، وذلك لإبقاء المرضى بأعلى درجة من الهدوء.

الألوان الرئيسية : 
في الحقيقة إنها ثلاثة ألوان والتي ممكن أن تستعمل لصنع كل الألوان الأخرى التي عرفها الإنسان .
الأحمر و الأزرق والأصفر ، هي الألوان الرئيسية .
عندما يمزج الأحمر بـ الأصفر ، تحصل على البرتقالي.
وعندما يمزج الأزرق بالأصفر ، تحصل على الأخضر .
وعندما يمزج الأحمر بالأزرق ، تحصل على البنفسجي .
تستعمل الألوان الرئيسية بكثرة:
في مطاعم الوجبات السريعة .
معظم شعارات مطاعم الوجبات السريعة
تستعمل الأزرق ، الأحمر ، الأصفر لإقناع الزبون بسرعتهم .
كما أنهم يجملون مداخل مطاعمهم بالألوان الأساسية لكي يمنعوا الزوار من البقاء .
يريدون الزائر أن يأتي ويطلب الطعام ، ويأكله بسرعة ، ثم بذهب .

الألوان الفرعية :
الألوان الفرعية هي الألوان التي تحصل عليها عندما يتم دمج لونين من الألوان الأساسية بقيّم متساوية .
البرتقالي ، و الأخضر ، و البنفسجي تعتبر من الألوان الفرعية .

الألوان المتقابلة :
في الحقيقة ، إنهم ببساطة الألوان الموجودة على الطرف الآخر من عجلة الألوان
كما تلاحظ في عجلة الإطارات بالأعلى ، وبتطبيق قاعدة الألوان المتقابلة ، فإن الأزرق متناسق مع البرتقالي ، الأحمر و متناسق مع الأخضر ، و الأصفر متناسق مع البنفسجي .

الألوان النصفية:
ما هي إلا الألوان الموجودة بين لونين في عجلة الألوان .
الألوان مثل البرتقالي المحمر و الأصفر المخضر تعتبر من الألوان النصفية .

إذن ما هو الاختيار المناسب؟
إذا كنت تحاول أن تختار لون معين لكي يتناسب مع لون آخر ، فالأمر بسيط جداً، إليك هذه القاعدة البسيطة : كل لون يتناسق مع مجموعته .
تتناسق الألوان الدافئة مع الألوان الدافئة الأخرى ، وتتناسق الألوان الباردة مع الألوان الباردة الأخرى .
كما يمكنك وبكل بساطة ، اختيار أي لون من عجلة الألوان ، ثم استعمل اللون الموجود بجانبه ، سوف تلاحظ أنهم متناسقين . فالأزرق يتناسق تناسق جميل مع الأخضر

ثانيا هذه بعض المواقع التي تساعدك على اختيار ألوانك
http://pxll.com/color/Color%20scheme.htm
http://www.colorschemer.com/online.html
http://wellstyled.com/tools/colorscheme2/index-en.html#

وهذه بعض النصائح المفيدة
أولا: تجد أن بعض المصممين عندما يصمم مثلا تصميم عن تهنئة شخص أو ما شبهه يستخدم ألون كئيبة وقاتمة كالأسود والكحلي ودرجاته والعكس صحيح كأن تصمم تصميم للتعزية تستخدم فيه ألوان صاخبة كالوردي والبنفسجي وما شابهها .
ثانيا : عندما تحاول أنت تستخدم مزيج بين لوني وأكثر حاول أن تكون الألوان التي سوف تستخدمها متقاربة ومتناسقة في
درجاتها كالأحمر والبرتقالي ، والسماوي والأزرق ، البنفسجي والوردي وغيرها .
ثالثا : حاول ألا أن تكثر من الألوان المستخدمة في تصميمك.
رابعا : إذا وجدت لون أعجبك في تصميم ما لا بأس أن تقوم
باستخدامه وذلك عن طريق أداة الشافطة ( eyedropper )
الموجودة في اغلب برامج الجرافيكس .
خامسا : حاول أن تختار ألوانك من عجلة الألوان
سادسا : بعض الألوان يمكن استخدمها مع جميع الأعمال والتصميم كالأبيض والرصاصي الفاتح أو ما تسمى بالألوان الافتراضية حيث الملاحظ لهذين اللونين يجد أنها تستخدم بكثرة في اغلب التصاميم وتظهر بشكل متناسق ..
سابعا : اختر الدرجة المناسبة للون الذي قمت باختياره حتى يكون مناسب للتصميم فكما هو معلوم يوجد لجميع الألوان درجات متفاوتة' مثلا اللون البرتقالي له عدة درجات منها ما يميل إلى اللون الأحمر ومنها ما يميل إلى اللون الأصفر
ثامنا : ابتعد بقدر الإمكان عن الألوان المزعجة كهذه الألوان الموجودة في الصورة عجلة الألوان الأساسية التي تراها بالأعلى، اعتدنا عليها في المدارس من الابتدائية
وحتى الجامعية؛ وتعتبر عجلة اللون الأساسية التي يعتمد عليها أكثر الفنانين لاختيار أفكارهم اللونية..
يتضمن تركيب عجلة الألوان الأساسية ؛
 ثلاثة ألوان رئيسية: الأحمر، الأصفر ، الأزرق..
الألوان البينية موضحة بالصورة..
نظريا؛ خلط أي من هذه الألوان ينتج لك لون ثانوي..
نستطيع الاستنتاج أن الألوان الرئيسية هذه تعتبر "الأصفى" عادة.. ولو أن هناك اختلافاً بينهم..
مثلا: الأصفر يبدو ألمع من الأحمر الذي يبدو هو ألمع من الأزرق..!
جوهر الألوان الرئيسية، في حيويته ؛ إذا أردت صنع شعار جذاب وقوي.. أفضل الطرق أن تستعمل الألوان الأساسية..
لنتعمق قليلا ..!
بخلط أي اثنين من الألوان الأساسية الثلاثة.. ستحصل على ألوان ثانوية..
الألوان الثانوية هي : البرتقالي والأخضر والبنفسجي.
لاحظ الآن في عجلة اللون الأساسية...
ستجد الألوان الثانوية تماما بين الألوان الأصلية... طبعا سهلة..
خلط الأحمر والأصفر.. ظهر لنا برتقالي.. وهكذا.. سهلة صح؟!
طيب الآن.. لو خلطنا لون ثانوي ولون أساسي..!
نعم، صحيح.. يظهر لنا لون جديد.. ( وضّحت في عجلة اللون باللون الرمادي ) ..!
كذا الفكرة باختصار.. والأمثلة في الأعلى توضيحية فقط.. وإلا الاستخدام أوسع..
طبعا كتبت الكثير من التصنيفات للألوان..
مثل التصنيف التالي الشهير:

الألوان الدافئة (الساخنة)
الأحمر، الأصفر، البرتقالي، وكلّ تدريجاتها. الألوان الدافئة ترتبط بالحرارة، غضب، فوضى.غيرة، ثورة، فكّر ب"النار" عندما تستعمل هذه الألوان الدافئة..!

الألوان الباردة:
الأخضر، الأزرق، البنفسجي، وكلّ تدريجات هذه الألوان.
الألوان الباردة ترتبط بالبرد، هدوء، وصفاء ، ثقة. يقين، فكّر ب"الثلج" عندما تستعمل الألوان الباردة.

الألوان التكاملية :
كل لون واللون المقابل له في العجلة يشكلون تراكباً لونيا..
عادة يجعل التصميم حساس وجميل جدا.. لكن ؛
البعض يظن أن التكاملات هذه تطابق تام.. ليس بالضرورة..!
الأحمر مقابل للأخضر.. لكن لا ترى تناسقا لونيا..!

الألوان التماثلية:
الألوان التي تصطف بجانب بعضها على عجلة اللون الأساسية .
تعتبر هذه الألوان متناسقة بشكل جيد ونموذجية.. اذا أردت استخدام ألوان متوازنة ؛
استعمل ألواناً متماثلة!
مثال: البنفسجي والأزرق يعتبران لونان متماثلان..!

الألوان المثلثية:
اختر ثلاث ألوان على عجلة الألوان الأساسية بحيث تشكل مثلثا..
مثلا: الأحمر و الأزرق والأصفر .. هذه تعتبر ألوان مثلثية..
أي ثلاثة ألوان تصلح لأن تكون ألوان مثلثية ما دام أنها تشكّل مثلثا في العجلة..
القليل جداً من الناس يستعمل ألوان مثلثية..
وذلك بسبب لكونهم لا يعرفون استعمالها بشكل صحيح..!
الألوان المثلثية في تصميم أو رسم .. تجعلها تبدو ملونة أكثر.. حيوية أكثر..
بالرغم من استعمال 3 ألوان فقط..! عادة، الشركات التي تريد منح شعاراتها شيئا من (المرح)..

تقول النظرية:
أن كل الألوان في الطيف المرئي مكوّنة من 3 ألوان أساسية :
أحمر Red، أخضرGreen، أزرقBlue .. المعروفة اختصارا بـ RGB..
عند خلط هذه الألوان الأساسية مع بعضها في كميات مختلفة.. تحصل على بقية الألوان..

معلومة هامة: فيزيائياً.. اللون لا يوجد ما لم يكن هناك ضوء..!

شرح مبسط:
حينما يصطدم الضوء بجسم ما، يمتص هذا الجسم كل الألوان، ما عدا لونها الحقيقي..
مثال: التفاحة تمتص كل الألوان ما عدا الأحمر الذي ينعكس.. !
البرتقال يمتص كل الألوان ما عدا اللون البرتقالي الذي ينعكس..! وهكذا..
خلط لونين من ألوان الجمع الأساسية ينتج لون جمع ثانوي:
قرمزي (فوشي) ، أصفر ، أزرق تركواز فاتح ..
خلط ألوان الجمع كلها الأساسية يكون الأبيض الصافي..!
تستعمل أجهزة التلفاز، وشاشات الكومبيوتر طريقة ألوان الجمع في عرض الألوان.. بإمكانك ملاحظة ألوان الجمع الأساسية عندما تقترب بعينيك جداً من شاشة التلفاز..!
في الفوتوشوب.. أنت تصنع الألوان عن طريق اختيار قيم للأحمر والأخضر والأزرق RGB تكوّن اللون المطلوب..
الكثير من الناس خاصة المصممين المبتدئين .. يستغربون من كون الألوان RGB التي تظهر لديهم على الشاشة بشكل جميل.. تبدو كئيبة متغيّرة عند طباعتها..!

هذا هو أسلوب ألوان الطرح..!
أسلوب ألوان الطرح يعتمد على خلط الصبغات الفعلية.. وارتبطت بأحبار الطابعات بشكل شائع جداً..
يبدو أنك لاحظت أن ألوان الطرح نقيض تام لألوان الجمع.. !
الألوان الثلاثة الأساسية في ألوان الطرح هي:
أزرق تركواز فاتح Cyan ، قرمزي (فوشي) Magenta ، أصفر Yellow .. اختصارا CMYK
خلط لونين أساسين يكون الألوان الأساسية التالية : أحمر ، أخضر ، أزرق.. !
خلط الألوان الأساسية الثلاثة.. يكون الأسود الصافي: K
كل عمليات الطبع، تسند على CMYK ، اختصار ألوان الطرح..
طبعا في الحقيقة.. أكثر عمليات الطباعة لا تخلط الألوان في الحقيقة..
بدلا من ذلك.. تطبع نقاط صغيرة جداً جدا لكل لون أساسي على حدة..
وعلى مقربة من بعضها تماماً، وأحيانا فوق بعضها.. ونتيجة لذلك تبدو الألوان مخلوطة تماماً..!
بإمكانك ملاحظة ذلك في طبعات الصحف.. خذ عدسة مكبّرة.. ولاحظ الصور....
طبعا الفكرة هنا تساعد في خلط ألوان الطلاء، أو حتى خلط الألوان إلكترونيًا..

منقول

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

أهمية دائرة الألوان و طريقة التعامل معها للبحث عن ألوان متناسقة


الاهتمام بالألوان ظاهرة صحية، والشخص الذي يحب ويتابع تنسيق الألوان في منزله ومكتبه ومحيطه العملي أو الحياتي بشكل عام، هو إنسان بلا شك يحمل الكثير من الاهتمام والثقافة والتنظيم.

والاهتمام بالألوان انعكاس طبيعي لثقافة عالية تتجلى في الاهتمام بالذوق التي تعكس طبيعة الإنسان ونفسيته. الكثير من الناس يتعاطى التعامل مع الألوان، ولكن بعضهم يتعامل معها بانطباع نفسي دون التمرس في القراءة أو المعرفة بماهية الألوان ومدلولاتها النفسية. بعضهم لا يدرك ما هي الألوان الأساسية أو الألوان الثانوية، أو الألوان المتعاكسة أو المتضادة وما هي الألوان المتكاملة والمتضامنة، وغير ذلك


نتمنى أن يكرس الواحد منا جزءاً قصيراً من وقته لمعرفة ماهية الألوان ومدلولاتها النفسية ليساعده ذلك على اختيار الألوان وما يناسبها من ألوان أخرى وما هي الألوان التي يجب ألا تتداخل مع بعضها لأنها وكما يقال سوف تكون نشازاً، وهذا تعبير مجازي يدل على أن اللونين غير متكاملين أو لا يكونان وحدة واحدة.وهناك خطين رئيسيين للبحث عن درجة لونية أو اكثر قادرة على الانسجام الكامل مع أذواقنا


 
ألوان متباينة :
وهذا الاختيار يتطلب جرأه وشجاعة لونية, ومنها:
1- الألوان المتممة: اختيار لونين متقابلين في دائرة الألوان كالأخضر والأحمر، كما يمكن إضافة ألوان أخرى لهذين اللونين عن طريق مزجهما بنسب مختلفة .

2- ألوان متممة منشطرة : وهنا نختار لوناً أساساً للمشروع ثم اللونين المجاورين للون المتمم و مثلاً نختار اللون الأحمر كأساسي و الألوان المجاورة للون المتمم ( الأخضر )


3- التناغم الثلاثي : أسلوب جرئ جداً يتطلب شجاعة لونية اكثر مما قبل , وهو القيام برسم مثلث متساوي الأضلاع داخل الدائرة لتؤشر زواياه على ألوان المشروع مثل ( الأخضر والبرتقالي و البنفسجي ).

ألوان هرمية ( متدرجة ) :
أما هذا المسار لا يتطلب الجرأة ولا الشجاعة اللونية , كما يمكن التعامل معه في جميع أجزاء المسكن , ويتناسب مع جميع فئات العمر والمزاج ومنها :
1- الألوان المتجاورة : وهنا نبدأ باختيار لون واحد كأساس للمشروع ثم اللونين المجاورين له كالأخضر المزرق والبنفسج المزرق إذا كان اختيارنا الأساس هو الأزرق وهذا الأسلوب يعطي الفراغ طيفاً لونياً واحداً

2-اللون الأحادي : يقوم المشروع على لون واحد ويتدرج بألوان مشتقة وقريبة منه , وذلك بتفاعله عند مزج الألوان الحيادية ( أبيض ,رمادي ,أسود ) معه

 

ملاحظات هامة :
أ
- تستطيع التعامل مع خيارات القسم الأول ( الألوان المتباينة ) عندما لا نملك الشجاعة للتعامل مع الألوان الأصلية بالدائرة وذلك بزيادة جلاء ألوان المشروع , بإضافة اللون الأبيض عليها حتى وصولها لمستوى شجاعتك اللونية. ب - من المستحسن أن يكون أحد ألوان المشروع مهيمناً على مساحات الفراغ ولا سيما الألوان الأكثر جلاءً . ج - عندما تحس بخمول الألوان في مسار الألوان الهرمية فيمكن لك إضافة لون متمم لها داخل الفراغ ولكن بنسبة قليلة وذلك لتنشيط ألوان الفراغ .
 

منقول للفائدة


الاثنين، 14 فبراير 2011

أهمــــية الألـــوان


من العتمة إلى النور ولد الكون بمكوناته وعناصره وطبقاته، فالطبيعة نتاج مخاض الوجود، وكما كانت مصدراَ للغذاء كذلك كانت مصدر كفاء وسكينة وكساء، بتعدد ألوانها، وما تمنحه الألوان من طاقة ناتجة عن ذبذباتها في الكيان المحيط وفي الإنسان.

حكاية للون قديمة قدم الزمان، مرتبطة بوعينا البشري، وبتطور العقل ازداد تبصر الإنسان بالأشياء فعرف دلالة الألوان بفطرته وذكائه، واكتشف تأثير الألوان على نفسه، وغزت حياته بدءاَ من ممارسة الشعائر الدينية.

تجلى ذلك عند الحكماء والمستنيرين الذين عرفوا أسرار الكون والطاقة ومصدر الأشعة وذبذباتها.

من يومها أدخل الإنسان اللون في طقوسه، وما ملابس الكهنة بألوانها الأحمر والبرتقالي والأزرق، وألوان جدران المعابد، إلا تجسيد لمدى إدراك الإنسان لطاقة الألوان في معتقداته. حتى أنه أوجد من اللون لغة توحي بالصفة أو الدرجة أو الطبقة الاجتماعية. وفي الحضارات القديمة، إغريقية وفرعونية وحضارة ما بين النهرين، كان للون أهمية خاصة في المعابد.

كما كان للألوان خصوصية من حيث مكانة الأسى، فلكل شريحة اجتماعية لونها الذي تعرف به وبخاصة في الملبس. كما استخدم اللون في تلك الحضارات كطاقة استشفائية، وقد عرف المصريون القدماء طاقة اللون واستعملوه على نطاق واسع، ودعي (الاستشباس) أي المعالجة بأشعة الشمس. وقد لاحظوا قوة تأثير أطياف اللون على الجسد، كما لاحظوا قوة وتأثير الأحجار والكريستال على الصحة بأبعادها الجسدية والنفسية والعقلية.

وكثير من أدويتهم في ذلك الوقت مزجت بالذهب واللؤلؤ والياقوت وغيرها للمعالجة من الأمراض. وللألوان دلالات تختلف من ثقافة إلى أخرى، كان يرتدي البعض الأحمر في الأعراس والأبيض في الحداد والبنفسجي للأرامل، كما عرف الأسود بأنه لون الحداد في الغربفاللون يمتاز بالقوة، يحرض ويثير، يهديء ويسكن، يشعرنا بالدفء حينا والبرودة حيناَ آخر. يمنح السعادة والصحة النفسية حينا ويدل على البؤس حيناَ آخر.

إن فهم طاقة اللون يفتح بعداَ جديداَ في آفاق الوعي، لقدرته على تحويل البيئة، والنهوض بمستوى الإنتاجية الإنسانية، والتعديل من الحياة الاجتماعية، وتطوير الحالة الصحية ليجعل من الإنسان كوناَ نابضاَ بالحيوية. كما أن للون القدرة التأثيرية على تفكير الإنسان الواعي وغير الواعي، ومن هنا فإن استخدام اللون في حياتنا على علاقة بالمؤثر الفيزيولوجية، سواء في الملبس أو البيئة المحيطة وعبر هذا الفهم يمكن التوصل إلى التعامل مع اللون بشكل إيجابي وفعال.

يحفل الكون المحيط باللون، بعناصره الكونية الخمسة.

فالسماء بنجومها وكواكبها وأطياف شمسها، والأرض بتربتها وصحاريها وأشجارها وبكل ما تختزنه من ثروات ومعادن، والنار بلهيبها ودفئها والماء بتموجاته وتدرج ألوانه.. كلها ألوان تتفاعل مع طاقاتها ونعيشها في كياننا بمختلف الأشكال. فألوان الطيف جسر بين عالم الروح وعالم المادة، وفي التقاء النور بالظلمة ولد اللون.

استخدم الطب النفسي الألوان لعلاج الكثير من الحالات النفسية والعاطفية والعقلية، التي تصيب الإنسان.

لأن اللون بإشعاعاته وذبذباته ذو تأثير بالغ على الحالة الشعورية، ويستطيع كل فرد أن يختبر ذلك بنفسه..

كم مرة أقعلنا عن ارتداء لون معين لما له من تأثير والحالة المزاجية التي نكون بها، وكم من المرات أقبلنا على نفس اللون لتبدل الحالة المزاجية.

إن النور المنبعث من مجموعة الألوان يدخل العين ويؤثر في مركز المشاعر عن طريق الغدة الصنوبرية والنخامية (رغم قلة البراهين العلمية على ذلك).

فالناس ينجذبون لألوان معينة حسب شخصيتهم واحتياجاتهم النفسية وظروف حياتهم وبيئتهم وعملهم.

وبالعودة إلى ألوان الطيف، وألوان مراكز الوعي فإننا نجد أن الإشعاعات اللونية تتغلغل في مراكز وعينا التي لكل منها لونه الخاص، فمركز الوعي الأول يتميز بلونه الأحمر (الشاكرا الجذرية أو الغدة الأثيرية) وهو اللون المميز للطيف الأول لحالة الوعي الإنساني، فيما مركز الوعي الثاني (الشاكرا الوجودية) تتميز بلونها البرتقالي، أما لون مركز الوعي الثالث (شاكرا الصغيرة الشمسية) فاسمها عنوان لونها، إذ تمتاز بلونها الأصفر..

إنها مركز المشاعر والعاطف.

وانتقالا منها إلى مركز الوعي الرابع، مركز القلب (البيت المعمور) بلونه الأخضر، حيث السكينة والحب والسلام، صعوداً إلى مركز الوعي الخامس (شاكرا الحلق) بلونه الأزرق الشفاف، المسكون بالوعي والمعرفة والذي يعتبر الدرجة الأولى للالتقاء بروحانيات الإنسان.

وصولاَ إلى مركز الوعي السادس (الشاكرا الجينية) بلونه النيلي، موطن البصيرة والحكمة، وارتقاء إلى مركز الوعي السابع (الشاكرا التاجية) بلونه البنفسجي، رمز الإيمان والاستنارة.

هذه المراكز تظهر القدرة الاستشفائية للألوان وما تقدمه للجسد بكل أبعاده المادية والأثيرية والشعورية والعقلية والروحية.

اللباس واللون:

ما اللون المفضل لك؟ما الذي يقوله ذلك اللون؟ما هو تأثير لون اللباس على الجانب النفسي للإنسان؟الأحمر: لون الطيف الأول ويمنح هذا اللون الطاقة والقوة والإرادة لمرتديه، يوحي بالشغف ولفت أنظار الآخرين، يمنح الدفء العاطفي ويرمز إلى الفطرة المتأصلة والتعلق بالأمور المادية.

البرتقالي: اللون الثاني لأبعاد الجسد، إنه المحرض للقوة والشجاعة، يدفع للحماسة وروح الدعابة، يمنح البسمة للنفس والآخرين مما يبعد عنها الكآبة، يقوي المحادثات والمفاوضات في جوانب الحياة المتقدمة.

الأصفر: الشمس، العبقرية، الذكاء والسلطة، يفتح العقل على تقبل الأفكار الجديدة، يدفع إلى التفاؤل والتفكير الإيجابي والخلاق لمن يرتديه، مرتبط بمركز الوعي الثالث (المشاعر).

الأخضر: كما الطبيعية في قدرتها على منحنا السكون، كذلك هو الأخضر، يولد السكون والطمأنينة في أنفسسنا ومن حولنا.

ومحبي هذا اللون يقدرون تماماَ الطبيعة وسر الوجود والانبعاث والتجدد، كما يتصفون بالاستقامة والمحبة وهو مرتبط بمركز الوعي الرابع.

الأزرق التركوازي: يمثل الوضوح والتجدد، وضوح الأفكار والمشاعر، يولد الصفاء في العلاقات، وارتداؤه يمنح النضارة والإشعاع، يرتبط بالجمال والذوق ويثير إعجاب الآخرين.

الأزرق: يرمز للروحانية والأوامر، يعلن عن السلام الداخلي والهدوء، بالإضافة إلى رباطة الجأش. وهو لون مركز الوعي الخامس (شاكرا الحلق) حيث التعبير والمعرفة.

الفوشيا: يضفي شعوراَ بالعذوبة والرقة واللطف، وبسبب اشتقاقه من الأحمر فإنه يرمز إلى الماديات
الزهري: رمز الأنوثة، يعبر عن الطيبة والبراءة .

النيلي: الحكمة والبصيرة والنبل والتفتح، يعبر عن الحكمة وقد وصفه الناس بالأزرق الملوكي لما يحتويه من خصوصية النبل.. إنه لون مركز العين الثالثة.

البنفسجي: لون الاستنارة والتفتح والتوغل داخل النفس البشرية.

يعبر عن احترام النفس والشرف يفضله الفنانون كونه ينقلهم إلى عالم الإبداع والماورائيات. في شفافيته يحمل ذبذبات الوحدة كما يمنح صفات الصبر والتسامح وقوة الحدس.

الأسود: الكثير لا يعتبرونه لوناَ، إنه لون رجال الأعمال والكهنة، لما يعكسه من سلطة وقوة، لون الغموض والسرية كما أنه اللون المفضل لمن يميلون إلى التقاليد والمظهر المحترم.


الأبيض: إنه كل الألوان مجتمعة، يمثل الشفافية والنقاء والصفاء والعذرية، يمنح البرودة واللطف في الأجواء الحارة.

البني: هذا اللون مرتبط بالأرض والثبات، فهو مزيج من الأحمر والأسود، لهذا يقترب من خصائص اللون الأسود من حيث القوة والسلطة والثقة الأكيدة، ومن يرتدي هذا اللون مكرس للوفاء للعمل والأسرة والأصدقاء. انهم عمليون في حياتهم، ميالون للتعمق في الجذور والتفاصيل ويتفاعلون مع الأمور المعقدة بشكل بسيط ومباشر.

هكذا يمكن للإنسان أن يقدم لنفسه شكلاَ من أشكال الاستشفاء عن طريق اللون، إلا أن السؤال الذي يطرحه الجميع هو: كيف يتم هذا؟ لا أحد يعرف حاجات الإنسان كنفسه، فهو يستطيع أن يبصرها بما حباه الله من عين داخلية، وأذن داخلية.

وارتداء أي لون من الألوان وفق ما يحتاج إليه على الصعيد النفسي يجلب له ذبذبات اللون نفسه من الأثير والتي تتغلغل وبشكل غير مرئي عبر أجسامه الباطنية ومراكز وعيه، وتملأ تلك الفراغات في داخلها باللون المطلوب التي يغذيها ويمنحها مؤثرات اللون وسماته.

فإن احتجنا للسلام والحب يمكن أن نرتدي اللون الأزرق واللون الأخضر، وإن احتجنا لقوة الإرادة والحضور نرتدي الأحمر.

وهكذا نلبي من خلال اللون دعوة الجسد بأبعاده، ونرمم ما تبعثر من طاقات لخيرنا ولخير المجتمع، لأن اللون هو أحد لغات الروح، يهمس لنا بحاجاتنا وقدرتنا

منقول